الاثنين، 9 يوليو 2012

عن الحواديت


أستيقظ متأخرا فأقرر عدم الذهاب إلي العمل .. قرار مثل هذا قد ينبع عن شجاعة أو تهور، وفي حالتي كان تهورا تاما، فأنا لن أذهب اليوم إلي العمل ولن أكذب أيضا، لن أقول للمدير أني مريض، ولن أٌقول له أن سيارة صدمتني وأنا في طريقي للعمل، سأقول ببساطة أني استيقظت متأخرا ولم آتي للعمل وليحدث ما يحدث.
أحيانا تنتابني هذه اللحظات من اللامبالاة التامة لعواقب ما أفعله، لا أبالي حينها بمدي خطورة الموقف ومدي ما سيترتب عليه، أفعل فقط ما تمليه علي رأسي.
تسألني أمي عن سبب وجودي في المنزل فأقول لها أني لم أذهب اليوم وأني سأخرج وحدي قليلا، ثم تبدأ وصلة من الأسئلة من قبيل "وتخرج لوحدك ليه؟ هو في حاجة إنت مخبيها عني؟ هو إن خارج تعمل ايه؟" والتي غالبا ما تنتهي بشجار لأنها لا تقتنع أن الأمر بسيط وأني فعلا أريد أن أكون بمفردي قليلا. أتأكد أن كل شيء معي وأني لم أنسي شيئا؛ مفاتيح السيارة، السلسلة التي بها صورة أمي، الرواية التي أقرأها، شنطة اللابتوب.
تتملكني رغمة عارمة في الكتابة هذا الصباح، لدرجة أني تهورت وفكرت أني سأبدأ بكتابة رواية، ولكني لم أعرف تحديدا عما ستكون الرواية، أنا لا أجيد كتابة الروايات علي أية حال، أو هكذا أظن بنفسي وأؤمن كثيرا بهذه الجملة "رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه"، فأنا أجيد الشعر والقصص القصيرة أو كما أحب أن أسميها "الحواديت"، فلماذا أقحم نفسي في عالم الكتابات الطويلة الذي يتسهويني ولا أستهويه؟ .. حسنا فليبقي كل في موقعه.
أتسائل لماذا أصمت عندما يقول لي أحدهم "احكي لي حدوتة"
فأرد قائلا: "أنا ما بعرفش أحكي حواديت"
فيقول: "أومال بتكتب ازاي شعر وقصص؟"
فأقول: أنا يمكن آه بعرف أكتب بس وأنا بكتب ممكن أقف أفكر شوية أعيد صياغة حاجة بشكل معين، أسيب الحاجة يومين وأرجعلها تاني بس مبعرفش أحكي حدوتة ارتجال كدا"
فيرد السائل: "أومال هتعمل ايه مع بنتك أو ابنك لما يقولك احكيلي حدوتة"
يصدمني السؤال، أولادي!!! .. لا أستطيع أن أقتنع بفكرة أنه سيكون لدي أولاد في يوم من الأيام، ماذا سأفعل بهم أصلا؟ سآتي بهم لحياة لا تستحق أن تعاش كي يعانوا ويمرضوا ويبكوا .، أخاف أصلا أن آتي بهم، أنا أجيد تحمل مسئولية نفسي جيدا، فإذا مرت علي أيام ولم يكن في جيبي غير خمسة جنيهات لن أموت وأستطيع أن أتصرف، لكن ماذا لو عندي أولاد؟ هل سأتركهم يموتون أمامي جوعا؟ لا لا أنا أخاف من هذه الفكرة، بل ترعبني.
أحاول أن أتجاوز التفكير في هذا الأمر .. أدير السيارة وأنطلق حتي أذهب لسيلنترو .. دائما ما تشغل بالي فكرة أن أجلس في المقهي المفضل ثم تلمح عيني فجأة فتاة فائقة الجمال، وأذهب لأخبرها كم هي جميلة .. ثم تأخذنا الأقدار حيثما تشاء بعد ذلك، قد تبدو فكرة خيالية ولكني أستمتع بمجرد التفكير فيها وكل شيء وارد في النهاية.
أدخل المقهي وأفتح اللابتوب وأطلب من النادل أن يحضر لي كوب شوكولاتة ساخن مع قطعة كيك .. لم أحسم أمري بعد عما سأكتبه، ربما سأكتب عن مشكلتي مع أمي، أو مع أبي، ربما سأكتب عن أناس لم أرهم من قبل، وربما عنها، أو عنها الأخري، أو عنهن الأخريات .. أنا فقط سأكتب أول شيء يتبادر إلي ذهني وليأخذني الكلام إلي حيث يشاء بعد ذلك.
فما أكتبه يقذفه الله بين يدي دون أن أعرف من أين أتي ومتي أتي ..

هناك 6 تعليقات:

  1. الواحد زمان كان فاكر ان الشعرا والادباء عندهم زرار للكتابة اول لما يتك عليه بيكتب لكن اللي اعرفه عن الكتابة انها بتبقي وحي فكرة بينزل عليك دون سابق انذار لما تشوف موقف او تسمع اغنية او حاجة حصلتلك شخصيا .. نفس الفكرة مع الحواديت لما تيجي تقولها لطفل محتاج بس انك تكون بعرف تجود علي راي حزلئوم :)

    ردحذف
  2. مبدع ,,, بس يا ريت تهتم فى قصتك بالوزن و القافية :D ما أنا لازم اطلع اى اخطاء يا حج مش هجاملك ولا اقولك كلمة حلوة هههههههههههههههه

    ردحذف
    الردود
    1. هههههههههههههه قول والمصحف :D

      حذف
  3. حلوة :D بس يرعبني فيها نون واحدة مش اتنين :D مانا كمان لازم اطلع حاجة غلط :P

    ردحذف
  4. لا فيـــــــــــــــــه اكيد انت غيرتها :D

    ردحذف